هـيَ المحـويـت/ شعر : صالح عبده إسماعيل الآنسي



هـيَ المحـويـت

مِـنَ الـمَحْـوِيِـتِ، مِـنْ شُـمِّ الجِـبَالِ
وَمِـنْ جَـنَّـاتِهَا الـمُطْـرِ العَـوَالِي

وَمِـنْ أَنْـسَامِهَا الـفَـيْـحَا عَـبِـيْـرَاً
عَـلَى وِدْيَـانِهَا وَرْفَـى الظِّـلَالِ

عَـنِ الأَرْضِ الـتِي خَـصْـبَـاً عَـلَـيْهَا
تَـجُـوْدُ بِـتُـرْبِهَا كُـلُّ الغِـلَالِ

أَصُـوْغُ الحَـرْفَ طَـيْـرَاً فِي مَـدَاهَا
تُـسَـافِـرُ بِـي فَـضَاءَاتُ الجَـمَالِ

هَـيَ الـمَحْـوِيْـتُ فَـاتِـنَـةٌ تُـغَـنِّـي
وَتَخْـطُـرُ غَـادَةً بَـيْـنَ الـدَّوَالِي !

تَـمِـيْـسُ سَـنَـابِلَاً ، وَتَـمِـيْـدُ حَـقْـلَاً
وَتَـرْفُـلُ فِـي الـبَهَاءِ وَفِي الجَـلَالِ !

عَـلَى خُـضْـرِ الـسُّـفُـوْحِ تَـرَى قُـرَاهَا
تَـلُـوحُ كَـأنَّهَـا نَـثْـرُ الـلآلِـي !

وَيُـوْمِـضُ فِـي الـمَـسَاءِ لَـهَا بَـرِيْـقٌ
مَـنْ الأَضْـوَاءِ، جَـنَّـاحُ الخَـيَـالِ !

هَـيَ الـمَحْـوِيْـتُ مَأوَى الـسُّحْـبِ، فِـيْهَا
تَـحُـطُّ رِكَـابَهَا بَعْـدَ ارْتِـحَـالِ

يُعَـانِـقُهَا الـضَّـبَابُ بِـكُـلِّ صُـبْـحٍ
وَيَحْـرُسُـهَا الغَـمَامُ دُجَـى الـلـيَالِي

عَـلَى سُـرِرٍ مِـنْ الـدِّيْـبَـاجِ تَـغْـفُـوْ
تَـنَـامُ وَدِيْـعَـةً نَـوْمَ الغَـزَالِ !

فَـيُـمْـطِـرُهَا الـوُرُوْدَ، يَـذُوْبُ عِـشْـقَـاً
لِـيَهْـوِي مِـنْ عُـلَاهُ وَلا يُـبَـالِي !

عَـلَى الـمَحْـوِيْـتِ، لا أَرْضٌ سِـوَاهَا
تُـشَـابِـهُ حُـسْـنَهَـا، وَبِـلَا مِـثَـالِ

وَلَا طُـهْـرُ الـقُـلُـوبِ كَـسَاكِـنِـيْهَا
وَلا كَـرِجَـالِهَا خَـيْـرِ الـرِّجَـالِ

وَلَا كَـخِـصَـالِهِـمْ طَـابَـتْ، تَـسَامَـتْ
لِـيَـبْـلُـغَ سَـمْـتُهَا دَرْجَ الـكَـمَالِ

وَلَا العَـيْـشُ الهَـنِـيُّ سِـوَى عَـلَـيْهَا
عَـلَى أَرْضِ الـمَحَـبَّـةٍ وًالجًـمَالِ

صالح عبده إسماعيل الآنسي

تعليقات