فُـرْقَـاكِ أُمَّاهُ / شعر : صالح عبده إسماعيل الآنسي


فُـرْقَـاكِ أُمَّاهُ

عَـقْـدَانِ مَـرَّا عَـلى فُـرْقَـاكِ أمّاهُ
ثالِـثْهُمَا قَـدْ تَـبَـقَى مِنْهُ عَـامَاهُ

عَـقْـدَانِ مَـرّا وَلَـمْ تُـرْثِـيْكِ قَـافِـيَـتي
لـَكِـنَّهُ كَـمْ رَثَـاكِ الـدَّمْعُ - مَجْـرَاهُ

مَا كُـنْـتُ يَا أمُّ ذاكَ الحِـيْـنُ أُحْـسِنُهَا
نَـضْدَ الـقَـوافِي وَنَعْيَ الشّعْـرِ ، مَبْكَاهُ

لَـوْ كَـانَ ذاكَ لَكُـنْـتِ رَجْعَ أُغْـنِـيَةٍ
يُـدْمَى لَهَا دَمْعُ مَنْ فِي الأرضِ مَحْـيَاهُ

يَـشْدُوْ بِهَا كُـلُّ مُـشْتَاقٍ لِـشائِقهِ
يَـشْجُـوْ بِهَا كُـلُّ طَـيْـرٍغَـابَ مُضْـنَاهُ

قَـدْ مَـرَّ عَـقْـدَانِ يَا أُمَّاهُ وانْـصَرَمَا
قَـدْ أَذْهَـبَا مَن رَبِـيْعِ العُـمْرِ ثُـلـثَاهُ

قَـدْ أذْهَـبَا مِنْ شَبَابي الغَـضِّ رَوْنَـقُهُ
بَـلْ أَعْـجَلا مِنْ مَشِيْـبي قَـبـْلَ مَأتـَاهُ

مَا يَـومُ غَـادَرْتِ يَا أُمَّاهُ أبْغَـضُ لِي
مِنْ ذَلِـكِ الـيـَوْمِ مِنْ عُـمْرِي وأَقْـسَاهُ

شَاهَـدْتُهُمْ كَـيْفَ وَارُوْكِ الـثَّـرَى عَجَلاً
قَـدْ أَوْدَعُـوْكِ بِـلَحْـدٍ غَـارَ مَأوَاهُ!

حَـتَّى أَبِي كَـانَ تَحْـتَ الـنَّعْـشِ يَحْـمِلـُهُ
يَا وَيْحَهُمْ! كَـيْـفَ لا يُـبْـقُـوْكِ أُمَّاهُ؟!

لَـكِـنَّهُ كَـانَ مِثْـلِي الشَّجْـوُ يَغْـمُرُهُ
دَارَا عَـنِ الـنـَّاسِ دَمْعَـاً بَـلَّ رَمْـشَاهُ

فِي ذَلِـكِ السَّبْـتُ يَا أُمَّاهُ فَـارَقَـنِي
قَـبْـلَ الأوَانِ بَـرَاءٌ كُـنْـتُ أَحْـيَـاهُ

مِنْ ذَلِـكِ السَّبْـتُ يَا أُمَّاهُ لازَمَنِي
حُـزْنٌ رَبَـا جَـوْفَـهُ قَـلـبي وَأضْـنـَاهُ

لا زِلـتُ أذْكُـرُ ياَ أُمَّاهُ حَـدْبَـكِ بي
إنْ قُـلـتُهَا الآهَ؛ أَدْمَتْ قَـلـبـَكِ الآهُ

لا زَالَ صَوْتُـكِ يَا أُمِّي يُـنَاغِـيَـني
فَـيْـضٌ لِطَيْفِكِ أُفْـقُ العَـيْـنِ مَرْءآهُ

عَهْـدٌ بِحُـضْنِـكِ يَا أُمَّاهُ غَـادَرَني
يَا لَـيْـتَـنِي عُـدْتُ طِـفْـلاً في حَـنَايَاهُ

لا لَسْتُ أنْـسَاهُ ذَاكَ العَهْـدُ غَـالِـيَـتِي
تِـذْكَـارُهُ الكُـلُّ مِنِّي، كَـيْـفَ أَنْـسَاهُ ؟!

  صالح عبده إسماعيل الآنسي

تعليقات