حَوَّاءُ مِـشْـكَـاةُ الحَـيَـاة / شعر: صالح عبده إسماعيل الآنسي



حَوَّاءُ..مِـشْـكَـاةُ الحَـيَـاة

رَقَّـتْ مَـشَـاعِـرُهَـا؛ وَعَـفَّ هَـوَاهَـا
بِـالـطُّـهْـرِ يَـقْـطـرُ وَالـنـَّقَـا نَـجْـوَاهَـا

مَـا أَعْـذَبَ الـكَـلِـمَاتِ حِـيْـنَ َتَـصُـوْغُـهَـا
مِـنْهَـا الـبَـنَانُ، مُـمَـوْسِـقَـاً شَـجْـوَاهَـا

وِجْـدَانُهَـا وَالـشِّـعْـرُ فَـيْـضُ غَــمَـامَـةٍ
تَـرْوْيْ الـنُّـفُـوْسَ، وَتُـنْـبـِتُ الأَشْـبَـاهَـا

مَـا بَـدْرُهَـا الـمَـرْئِـيُّ إِلَا بَـعْـضُ مَـا
يَـبْـدُو مِـنَ الخَـافِـي بـِبُـعْـدِ سَـمَـاهَـا

حسناءُ؛ لَـكِـنَّ الجَـمَـالَ بـِرُوْحِـهَـا
أَحْـلَى وَأَشْهَـى مِـنْ جَـنَـى رُؤْيَـاهَـا

سُـبْـحَـانَ مَـنْ جَـمَعَ الـمَـبَـاهِـجَ كُـلَّهَـا
فِـي شَـخْـصِـهَـا؛ فَـتَـفَـرَّدَتْ حَـوَّاهَـا

هَـذِي الـشَـمَـائِـلُ مِـنْحَـةٌ قـدْسِـيَّـةٌ
كَـمْ نَـالَهَـا فَـخْـرُ الـنِّـسَـاءِ سِـوَاهَـا ؟!

تَـبْـقَـى الأُنُـوْثَـةُ رُتْـبَـةٌ عُـلْـوِيَّـةٌ
لَـنْ يَـرْتَـقِـي وَغْـدٌ تَخُـوْمَ عُـلَاهَـا

ذَاكَ الـذِي مِـنْ قُـبْحِـهِ أَزْرَا بِهَـا
حَـتْـمَـاً سَـيَـشَـقَـى كُـلُّ مَـنْ أَشْـقَـاهَـا

مِـنْ كَـانَ أَحْـرَى أَنْ يُـزَيِّـنَ هَـامَـهُ
دَوْمَـاً بِـتَـاجِ كَـمَالِهَـا وَغَـلَاهَـا

بُعْـدَاً لَـهُ، أَضْـمَـا الـتِي تَـهَـبُ الـنَّـدَى
لِـلـنَّـفْـسِ، تَـغْـمُـرُهُـا بُـحُـوْرُ عَـطَـاهَـا

تـِلـكَ الـتِي زَانَ الـوُجُـوْدَ وُجُـوْدُهَـا
مَـا فَـاحَ طِـيْـبٌ بِـالـشَّـذَا لَـوْلَاهَـا

وَالـوَرْدُ لَا يَحْـلُـوْ بَـعَـيْـنَيْ نـَاظِـرٍ
لَـوْ لَـمْ تَـكُـنْ مِـنْ رَوْضِـهِ أُنْـثـَاهَـا

حَـوَّاءُ مِـشْـكَـاةُ الحَـيَـاةِ، ضِـيَـاؤهَـا
كَـمْ عَـاشَ فِـي الـظَّـلْـمَـاءِ مَـنْ أَخْـبـَاهَـا ؟!

صالح عبده إسماعيل الآنسي

تعليقات