نصوص مشاركتي بديوان شعر(جنوبية من أرضِ العطاء)/ صالح عبده إسماعيل الآنسي



نصوص مشاركتي بديوان شعر
جنوبية من أرضِ العطاء
الصادر عن دار الأمير ببيروت
للشاعرة والكاتبة الجنوبية اللبنانية
عـناية أخـضـر
(خـضـراءُ عـامل)
 عَـنْ كُـلِّ بَـلْـقِـيْـس

هَـا قَـدْ أَتَـيْـتُ أَنُـوْءُ مِـنْ صَنْعَـاءِ
بِـالْـفُـلِّ، وَالـرَّيْـحَـانِ، وَالـحِــنَّـاءِ

أُهْـدِيْـكِ يَـا بَـنْـتَ الـكِـرَامِ تَـحِـيَّةً
عَـنْ كُـلَ بَـلْـقِـيْـسٍ تَـرَكْـتُ وَرَائِـي

عَـنْهَـا، وَعَـنَّا، يَـا أُخَـيَّـةُ : إِنِّهَـا
يَـمَـنِـيَّـةُ الـتَـحْـبِـيْـرِ وَالإِمْـضَـاءِ

أُخْـتَـاهُ يَـا نَـهْـرَ الـعُـرُوْبَـةِ فِـي دَمِّـي
يَـجْــرِي بَـأَوْرِدَتِـي بِـكُـلِ نِـقَـاءِ
  
فِي(صُـوْرِ)، فِـي (الـنَّـبَـطِـيَّـةِ) الـفَـيْـحَـا
وَفِـي(تِـبْـنِـيْـنِ) حَـيْـثُ الـقَـلْعَـةِ الـشَّـمَّـاءِ

فِـي كُـلِّ شِـبْـرٍ فِـي الجَـنُـوْبِ هَـمَـا بَـهِ
مِـنْ غَـيْـمِـكِ الهَـتَّـانِ سَـيْـلُ عَـطَـاءِ

لَـوْلَاكِ فِـي تِـلْـكَ الـرُّبُـوْعُ لَأَقْـفَـرَتْ
مِـمَّـا بِـهَـا مِـنْ نَـهْـضَـةٍ وَنَـمَـاءِ

يَـا فَـخْـرَ لُـبْـنَـانِ الـجَـنُـوْبِ، وَمَـنْ بِـهِ
تَـسْـمُـوْ مَـنَـاقِـبُهَـا إِلَـى الـجَـوْزَاءِ

لَا زَالَ فِـي رَفِّ الـزَّمَـانِ حِـكَـايَـةٌ
يَـوْمَـاً سَـيَـرْوِيْـهَـا عَـلَى الأَبْـنَـاءِ

عَـنْـكِ، وَمَـا سَـطَـرْتِ فِـي مَـاضٍ بِـهِ
مِـنْ عِــزَّةٍ، وَكَـرَامَـةٍ، وَإِبَـاءِ

عَـنْ رَبَّـةِ الـحُـسْـنِ الـمَـصُـوْنِ وَطُـهْـرِهَـا
عَـنْ سِـبْـطِ فَـاطِـمَـةٍ، عَـنِ الـزَّهْـرَاءِ

أُخْـتَـاهُ : مَـاذَا قَـدْ يَـقُـوْلُ شُـوَيْـعِـرُ
قَـدْ كَـانَ عَـنْ شَـطِّ الـقَـصِـيْـدَةِ نَـائِـي ؟!

عَـنْ كُـلِّ أُنْـثَـى لِـلْـعُـرُوْبَـةِ تَـنْـتَـمِي
عَـنْ كُـلِّ مُـسْـلِـمَـةٍ، عَـنِ الخَـنْـسَـاءِ ؟!

عَـنْ زَوْجِـهِ، عَـنْ بِـنْـتِـهِ، عَـنْ أُخْـتِـهِ
عِـنْـكِ، وَعَـنْ بِـلْـقِـيْـسِ، عَـنْ حَـوَّاءِ ؟!

               

أَحْـتَـاجُـهَـا قُـرْبِـي كَـشَـرْبَـةِ مَـائِـي
تَـجْـرِي بِـشُـرْيَـانِـي كَـسَـيْـرِ دِمَـائِـى

أَحْـتَـاجُـهَـا شَـمْـسِـي تَـشِـعْ أَضْـوَاؤُهَـا
فَـجْـرَاً لِـعَـيْـنِـي، يَـجْـتَـلِـي ظَـلْـمَـائِـي

أَحْـتَـاجُـهَـا وَرْدِي، وَعِـطْـرِي، رَوْضَـتِـي
أَحْـتَـاجُـهَـا بَـدْرِي، وَنَـجْـمَ سَـمَـائِـي

يَـحْـتَـاجُـهَـا قَـلْـبِـي، تُـوَالِـي نَـبْـضَـهُ
كَـفَّـاً تُـوَاسِـيْـنِـي، تُـزِيْـلُ عَـنَـائِـي

تَـحْـتَـاجُـهَـا وَحْـيَـاً حُـرُوْفُ قَـصِـيْـدَتِـي
مِـعْـرَاجُ فِـكْـرِي، مُـنْـتَـهَـى إِسْـرَائِـي

أَحْـتَـاجُـهَـا نِـصْـفِـي، وَشَـطْـرَ الـرُّوْحِ بِـي
لَا لَـسْـتُ أَحْـيَـا دُوْنَـهَـا حَـوَّائِـي

قَـالُـوْا، وَقَـالُـوْا، أَكْـثَـرُوْا فِـي أَمْـرِهَـا
جَـدَلاً، أَثَـارُوْا رِيْـحَـهَـا الهَـوْجَـاءِ

قَـالُـوْا هِـيَ الإِغْـرَاءُ؛ فَـاحْـذَرْهَـا تَـكُـنْ
فِـي مَـأمَـنٍ عَـنْ فِـتْـنَـةِ الإِغْـرَاءِ !!

قَـالُـوْا هِـيَ الـشَّـيْـطَـانُ تَـنْـصِـبُ شَـرْكَـهَـا
بَـلْ فَـاقَـتِ الـشَّـيْـطَـانَ فِـي الإِغْـوَاءِ !

مِـنْ خُـبْـثِـهِـمْ لَـمْ يَـرْمِـقُـوْا مِـنْهَـا سِـوَى
مَـسِّ الحَـرِيْـرِ بِـقَـامَـةٍ فَـرْعَـاءِ !

لَـمْ يَـعْـرِفُـوْا عَـنْهَـا سِـوَى كَـمْ أَنَّهَـا
فَـتَّـانَـةُ الـقَـسَـمَـاتِ وَالأَنْـدَاءِ !

كَـمْ أَمْـطَـرُوْا تِـلْـكَ الـمَـفَـاتِـنَ بِـالـثَّـنَـا ؟!
خُـبْـثَـاً أَطَـالُـوْا الـرَّمْـقَ، لَا الإِغْـضَـاءِ !

يَـا قَـوْمُ : عِـفُّـوْا كِـي تَـعِـفْ حَـوَّاؤُنَـا
لَا تَـصْـنَـعُـوْهَـا دُمْـيَـةَ الإِطْـرَاءِ

لَا تَـنْـفُخُـوْا فِي رَوْعِـهَـا – قَـارُوْرَتِي
زَهْـوَ الـجَـمـالِ، الـمَـيْـلَ لِـلإِخْـنِـاءِ

لَا تَـجْـعَـلُـوْا جُـلَّ اهْـتِـمَـامٍ مِـنْهَـا فِـي
الـمِـكْـيَـاجِ، وَالـفُـسْـتَـانِ، وَالإِرْضَـاءِ

إِنْـسَـانَـةٌ هَـيَ مِـثْـلُـنَـا، لَا تُـرْخِـصُـوْا
أَغْـلَـى الـغَـوَالِـي فِـي رِضَـا الأَهْـوَاءِ

مَـا خَـصَّـهَـا الـرَّحْـمَـنُ فَـيْـضَ مَـلَاحَـةٍ
إِلَّا لِـيُـصْـلِـحَ حُـسْـنُهَـا شَـنْعَـائِـي

كَـيْـمَـا تُـكَـمِّـلَّ نَـاقِـصِي بِـكَـمَـالِـهَـا
كَـيْـمَـا يُـلَـمْـلِـمَ لُـطْـفُهَـا أَشْـلَائِـي

جَـاءَتْ لِـتُـوْهِـبُـنِـي الحَـيَـاةَ، فَـكَـيْـفَ لِـي
أَنْ أَزْدَرِي مَـنْ سَـبَـبَـتْ إِحْـيَـائِـي ؟!

مَـا عَـابَـهَـا أَنْ كَـوْنَـهَـا أُنْـثَـى، لَـهَـا
سِـتَـرْاً يُـوَارِيْهَـا عَـنِ الـغَـوْغَـاءِ

أَوْ أَنَّهَـا دَوْمَـاً بَـدَتْ فِـي حُـلـَّةٍ
تَـسْـمُـوْ بِـهَـا فِـي أَعْـيُـنِ الـشُّـرَفَـاءِ

يَـرْتَـدُ عَـنْهَـا كُـلُّ طَـرْفٍ خَـانِـعٍ
مَـنْ لَا يَـرَى فِـيْـهَـا سِـوَى الـحَـسْـنَـاءِ !!

لُـبْـنَـانُ أَنْـتِ

خَـضْـرَاءُ وَالخَـيْـرُ مَعْـقُـوْدٌ بِـمَـا كَـتَـبَـتْ
مِـنْـكِ الـيَـمِـيْـنُ، وَمِـنْـكِ الـغَـرْسُ وَالـثَّـمَـرُ

نَـهْـرُ الـعَـطَـاءِ الـذِي لُـبْـنَـانُ مَـنْـبَـعُـهُ
الـعَـامِـلِـيَّـةُ، مَـنْ أَسْـخَـى بِـهَـا الـمَـطَـرُ

يَـا وَاحَــةُ الـحُـبِّ فِـي صَـحْـرَاءِ أُمَّـتِـنَـا
مَـا لَاحَ فِـي فـيـئِها شـرٌ ولا خَـطَـرُ

لُـبْـنَـانُ أَنْـتِ الـتِـي تَـسْـمُـوْ أَرُزَّتُـهُ
وَالـوَرْدُ فِـي رَوْضِـهِ، وَالـظِـلُّ وَالـشَّـجَـرُ

جَـمَـالُ شَـكْـلٍ وَرُوْحٍ قَـدْ حَـوَيْـتِ؛ فَـمَـا
أَبْـقَـيْـتِ لِـلْـغِـيْـدِ مِـنْ حُـسْـنٍ سَـيَـنْـذَكِـرُ ؟!

يَـا هَـالَـةً فَـوْقَ هَـامِ الـسُّـحْـبِ سَـاطِـعَـةً
لَـمَّـا رَءَاهَـا تَـوَارَى خَـاجِـلاً قَـمَـرُ !

إِنْ قُـلْـتِ شِـعْــرَاً أَيَـا خَـنْـسَـاءُ أَثْـمَـلَـنَـا
مِـنْـكِ الـقَـرِيْـضُ، بَـعَـذْبِ الـقَـوْلِ يَـنْهَـمِـرُ

مَـنْ كَـخَـضْـرَاء؟!

أَيُّ حَـشْـدٍ حَـوَى الـنِّـسَـاءَ جَـمِـيْـعَـا
صُـبَّ فِـي شَـخْـصِـهَـا؛ فَـجَـاءَتْ رَبِـيْـعَـا ؟!

وَاكْـتَـسَـى(عَـامِـلٌ) بِـخَـضْـرَاءِ أَزْهَـى
حُـلـَّةٍ لِـلـبَـهَـاءِ تَـعْـلُـوْ الـرُّبُـوْعَـا !

نَـبْـتَـةُ الـطُـهْـرِ وَالـنَّـقَـا فِـي ثَـرَاهَـا
طَـابَ أَصْـلٌ لَـهَـا، وَطَـابَـتْ فُـرُوْعَـا

إِنَّهَـا الـمَـرْأةُ الـتِـي مِـنْ يَـدَيَـهَـا
نَـفْـحُ كُـلِّ الـطِـيُـوْبِ شَـهْـدَاً وَضَـيْـعَـا

مِـثْـلُ خَـضْـرَاءِ؛ مَـنْ كَـخَـضْـرَاءِ قَـلْـبٌ
أَخْـضَـرٌ يَـمْـسَـحُ الأَسَـى وَالـدُّمُـوْعَـا ؟!

مَـنْـجَـمٌ فَـاضَ مِـنْـهُ كُـلُّ عَـطَـاءٍ
أَسْـرَجَ الـخَـفْـقَ فِـي الـضُـلُـوْعِ الـشُّـمُـوْعَـا


صالح عبده إسماعيل الآنسي

تعليقات